الجمعة، 25 سبتمبر 2009

ماذا فعل بنا مسلسل باب الحارة ؟


استقرت عقارب الساعة لتشير الى التاسعة مساء، لملمت الضجة أمتعتها ورحلت من الشوارع المزدحمة، وخلت الممرات من الأولاد العابثين وتركوا العابهم التي يلهون بها طوال النهار،


واستوطن الصمت في الأزقة والأحياء، وانطلقت أضواء خافتة من البيوت على اضواء التلفاز، تجولت في المدينة فلم اعد اسمع ضجيج المارة، ولم اعد ألمح صخب الليالي الرمضانية، والزيارات العائلية، حيث يتبادل الكل المعلومات والافكار الدينية والثقافية والاجتماعية......الخ، ولم أشم رائحة السكر والحلويات والمأكولات .
فسألت نفسي متعجباً!!! اين ذهب اصدقائي وأقربائي.. اين ذهب الناس لم اعد اراهم! ترى ما الذي سرقهم من سهراتهم الرمضانية؟


فعرفت أن وراء هذا الانجذاب ولادة قديمة ينتظرون نتائجها بفارغ الصبر لمدة عام، لمعرفة ماذا حدث مع أبو عصام وباقي الشخصيات المعروفة التي سيطرت على الصغير قبل الكبير، انه مسلسل استحوذ على قلوب الناس ومشاعرهم، ويدخلهم في حالة من النشوة لمدة ساعة من الزمن.
مسلسل (باب الحارة)، هذا العمل الدرامي سوري الإنتاج عربي التسويق أصبح ذو سيادة في العالم العربي، وتعرش على ملكية افضل البرامج، إذ يعرض على الاف الشاشات ويستقطب ملايين المشاهدين من مختلف الفئات العمرية، لدرجة أن الناس يتابعونها يوميا على أكثر من محطة فضائية، ويستمتعون بإعادتها في كل الاوقات، علما انه في هذا الجزء بالذات لم يعد هناك أي من ملامح المسلسل الذي أصبح حربيا بدرجة اكبر مما كان في باقي الاجزاء، ولم تعد الحياة الاجتماعية التي تحبها الناس موجودة، فعندما يحب المشاهدون المسلسل كان خط المقاومة بسيطاً والحياة الاجتماعية هي الأصل، فهناك عمليات احتيال ونصب من المخرج على المشاهد العربي، وعملية النصب في البحث عن العميد أبو شهاب، فما زال البطل العقيد ابو شهاب مظلل الوجود، فأصبح الخط الدرامي السوري المشوق الوحيد في العمل هو البحث عن هذه الشخصية الا وهو العقيد ابو شهاب، تفاجأت كثيرا في هذا الجزء من بعض الصغار والكبار وكل العائلة الذين يحاولون تغيير كل احداث المسلسل طبقا لاهوائهم، ومنهم من يحاول القفز إلى قلب الشاشة ليغير الاحداث.
ما من شك أن هذا العمل يعكس الحياة الواقعية بطابع سوري، ويركز على القيم والمبادئ التي ربما هي آخذة بالانتشار، وقد نجت الدراما السورية في الآونة الأخيرة أن تؤسس مدرسة فنية رغم الإمكانات الشحيحة .تفوقت على المسلسلات الأخرى لأنها عرفت من (أين تؤكل الكتف) في حبكة درامية من أقوى منها لا يكون، الأمر الذي دغدغ المشاهد وحفزه بعمق .


بتصوري فإن كل شئ يدور في المسلسل ما هو إلا انعكاسات رمزية لها إبعاد اجتماعية وسياسية وثقافية تحلق في فضاء الفكر العربي. فالباب رمز بحد ذاته. انه باب فكري يفتح أمام الإنسان العربي بقوة. لكن ليس بقوة العنف أو الإرهاب، بل برجاحة العقل والصبر. وكذلك الحارة برمزيتها التي تحتمي ببابها الكبير ذو السلطة حيث ترفرف أجنحة الطمأنينة.


ربما حملنا المسلسل أكثر مما يحتمل لمده اربعة اعوام، لكن ما تجدر الإشارة إليه أن البشرية إذا أرادت أن تكشف أسرارها، فإنها تخلق عبقريا يتكلم بصوتها !
ويبقى السؤال يراوح مكانه حول السر الذي يختفي وراء باب الحارة للمرة الرابعة؟

هناك تعليق واحد:

  1. :-x فعلاااااااااااااا انا متغاااااااذ مش عارف اية اللى بتعملوالمسلسللات دى علشان الناس تتمسك بيها اوى كدا

    مرة مهند ونور وسنوات الضياع وباب الحارة
    مش عارف والله,,,,بس دا ممكن من قله المسلسلات الخليجية واعتمادهمع المصرية علشان كدا هههههههههههههههههه ربنا يسهل

    ردحذف